تجرعت روحي كأس الوحدة العاشرة
لتغيب مشاعري المتأرجحة عن وعيها المزعوم
و تتساقط أيامي صرعى على وقع طبول حرب عقارب الساعات
لأعاود الاختباء خلف ممرات الأمل الضيقة
لاهثاً وراء سراب أمنية تائهة
فيخيم اللاشعور على سماء أحلامي
و ترتبك أنفاسي أمام سطوة الصمت
لتبدأ أصابعي العابثة بممارسة طقوسها على لوحة المفاتيح
محولة أزرارها إلى نبضات قلب
تطبع آهاتي حروفها على صفحات هذياني
و تمطرني سحائب الوهم بوابل من التساؤلات و الأفكار العبثية
أتساءل كثيراً عن سر زرقة السماء
فقد أخبرنا أجدادنا أنه انعكاس لون البحر على وجهه
لكن البحر أنكر طفلته السماوية
و قال بأن مياهه صارت اليوم سوداء كقلوب البشر
أخبرني قلبي بأنه ماء زهرة النرجس
لكن سمائي الرمادية أكدت لي بأن السر هو رحيل غيمة
و غيمتي وفية مثلي و ليتها تمطر أو تفارقني
و تسألني دمعتي الحبيسة عن سر الحنين
فتجيبها أصابعي الثكلى :
عندما يستبد الحنين بأرواحنا
تفقد أجسادنا أحجامها و أوزانها
فأجدني على متن أجنحة الخيال
تحملني نسائم الشوق
إليكِ
فأرتطم بزجاج نافذتك
و أذوي و أعاود الحلم
و تمنيت لو أنك يوماً تركت نافذتك مفتوحة
و يستمر هذيان أصابعي
فأسأل لوحة المفاتيح
أقول لها كفي عن الجنون
أبعدي أصابعي النازفة عنك
امنعي حروفك من البوح عني
بل ا**ري أناملي عندما تنطق حباً
لونك الأسود بات يسكنني
تفاصيلك أبت إلا أن تكون جزءاً من كياني و وجداني
متى سأتحرر من أسرك القاتم
إلى متى سأتساقط كالدموع على أزرارك
أم أنك تخرجين ما في قلبي كي يستريح ؟
أخبريني يا لوحة المفاتيح