قصة وقصيدة للشاعر الشيخ / حجرف الذويبي الحربي
حجرف الذويبي من قبيلة حرب القبيلة المشهورة في جزيرة العرب . . . كان حجرف مشهوراً بالكرم , فقد كان ينفق كل ما يملك وﻻ يهتم إكراماً لضيفه أو لشخص يطلب منه العون . . . وإذا لم يجد شيئاً يذبح شاة أوﻻده التي يشربون حليبها أو يذبح مطاياه التي يرتحل عليها , وفي كل مرة كان بنو قومه يجمعون له من إبﻼً ويعطونه إياها عوضاً لما أتلفه بالكرم . . . وكلما جمعوا له من إبل أو غنم أتلفه بين ذبيح لصاحب حق من الضيفان وعطية لطالب المعروف من العربان وﻻ يزال هذا من فعله حتى يخرج من جميع ماله , وهكذا . . . وفي أحد اﻷيام كان حجرف وقبيلته نازلين بالقرب من الماء بالصيف وقد أتلف حجرف حﻼله كله بالكرم , وأرادت القبيلة أن تجمع له كالعادة فقال بعضهم . . . لِمَ ﻻ نعطي حجرف درساً قبل أن نعطيه اﻹبل لعله أن يمسك على اﻷقل مطاياه التي يتنقل عليها ؟ . . واتفقت القبيلة كلها على هذا الرأي . . . فقد قرروا أن يرحلوا ويتركوه , حتى يعرف مدى حاجته إلى الرواحل التي تحمله , فإذا مرت مدة صالحة لﻼعتبار , أرسلوا له من اﻹبل ما يحمله وأهله . . . حتى إذا ما أحس بحاجته إلى اﻹبل وبعد مرور أيام يرسلون له اﻹبل التي يتنقل عليها
وبالفعل رحلوا وتركوه وهو ينظر لهم فلم يلتفت إليه أحد حتى بقي في مكانه عند الماء وحيداً . . . وبالمساء أخذت زوجته تكثر عليه الكﻼم واللوم , وتحاول أن تنصحه بأنه لو كانت لديه مطاياه لعانق قبيلته ولحق بها . . . وهكذا
لم ينم حجرف ليلته تلك فهم يريدون منه أن يتخلى عن طبع اشتهر به وعرف نفسه من خﻼله وهو ﻻ يستطيع
وفي الصباح الباكر خرج حجرف من بيته يمﻸ قلبه الحزن والهم , وقصد إلى مكان مرتع كعادة البدو في ضيقهم يبحثون عن المكان العالي ويبثون حزنهم من خﻼله حتى تذهب الهموم فيعود
وبعد أن وقف في هذا المكان وتلفت فإذا داب أعمى يقف أمام باب جحره فاتحاً فمه وﻻ يتحرك وإذا بعصفور يقع على فم الداب ظناً منه أنه غصن شجرة فيلتهمه الداب ويدخل جحره . . . و حجرف يراقبه ولم يبارح مكان حتى جاء وقت العصر , فإذا بالداب يخرج ثانية ويفتح فمه كالمرة السابقة ويأتي طير آخر ويقع في فمه فيلتهمه ويعود لجحره . . . أدرك حجرف أن الذي يرزق هذا الداب لن يتركه أبداً . . . فأنشد يقول
يقـول*ابـن*عيـاد*وإن*بـات*ليـلـه .... مانـي*بمسكيـن*همومـه*تشايلـه
أنـا*اليـا*ضـاقـت*علـيـه*تفـرجـت .... يرزقني*اللـي*مـا*تعـدد*فضايلـه
يرزقنـي*رزاق*الحيايـا*بحجـرهـا .... ﻻ*خايلت*برقـن*وﻻ*هـي**بحايلـه
ترى*رزق*غيري*يا*مﻼ*ما*ينولني .... ورزقي*يجي*لو*كل*حـي*يحايلـه
جميـع*مـا*حشنـا*نـدور*بـه*الثنـا .... وما*راح*منـا*عارضنـا*الله*بدايلـه
نوب*نحوش*الفود*من*ديرة*العدا .... ونخـزز*اللـي*ذاهبـاتـن*عدايـلـه
خزن*باﻷيدي*ما*دفعنا*بـه*الثمـن .... ثمنها*الدما*بمطارد*الخيل*سايلـه
مع*ﻻبتن*فرسان*ننطح*بها*العدا .... كـم*طامعـن*جانـا*غنمنـا*زمايـلـه
نكسـب*بهـم*وننـزل*بهـم*خـطـر .... والله*مـن*قفـرن*رعينـا*مسايلـه
وبالمساء بعد أن فرغ حجرف من قصيدته عاد لبيته وإذا هو محاط برعية إبل كاملة فظن أنهم ضيوف واحتار من أين يأتي سبحانه له . . . عقلها في الصباح ورحل عليها وتبع قبيلته التي تعجبت من حال الذويبي فأين كان وأين أصبح ولما عرفوا القصة لم يعودوا ثانية لمعاتبته على كرمه
///
//
/
وسلامتكم
|