أكدت العديد من الدراسات الطبية أن التخسيس بالأعشاب دون متابعة الطبيب يمثل خطرا كبيرا علي صحة الإنسان, فنبات السنامكي يعمل علي إثارة القولون وتهييجه وقد يحدث سرطان القولون.. أما نبات الحنظل فهو شديد السمية علي الكلي وقد يسبب الفشل الكلوي.
وفي دراسة أثبتت أن تناول منتجات الأعشاب العينية للتخسيس خطر علي الصحة العامة خصوصا التي تحتوي علي حمض الأريستوكوليك فهو مرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان المسالك البولية ويوجد حمض الاريستوكوليك بشكل طبيعي في بعض الأعشاب التي تستخدم لعلاج الالتهاب الكبدي وعدوي المسالك البولية والتهاب الجيوب الأنفية وعسر الطمث والأكزيما.
وتعد هذه الدراسة هي الأولي من نوعها والتي أثبتت علاقة العلاج بالأعشاب بالسرطان.
ولقد أطلقت اللجنة القومية للسميات باتجاه مروجي الأعشاب الذين يخدعون المرضي بإضافات خطيرة علي الأعشاب حيث يلجأ بعض العطارين إلي وضع خلطات معينة للتخسيس أو لعلاج الكبد أو المفاصل أو الخشونة فمثلا يتم وصف علاج لمرضي الصرع بعشبة روزماري علما بأنه يؤدي إلي التشنج والغثيان ويوصف نبات كزبرة البئر علي أنه مدر للطمث في حين أنه سام للكبد وأيضا يوصف نبات ست الحسن علي أنه مدر للبول والعكس صحيح كما أطلقت ندوة علمية تحذيرا تحت عنوان الأخطار الصحية المحتملة للتداوي بالأعشاب نظمتها أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا وأوضحت الندوة أن الاستخدام غير الآمن للأعشاب سببه ممارسات بعض العطارين الذين يكتبون روشتات للعلاج بعد أن يشخصوا الأمراض وهذا ليس من اختصاصهم ومن المعروف أن كثيرا من الأعشاب لها تفاعلات وتأثيرات علي العديد من المرضي الذين يتناولون الأدوية الخاصة بأمراض الصرع والقلب وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب والسكر.
وفي دراسة أخري أعدتها جامعة المنصورة أكدت أن كثيرا من الأعشاب لها خطورة علي الصحة العامة فمثلا استخدام نبات الحنظل يؤدي إلي إجهاض الحوامل أما نبات الزاوند فيؤثر علي الكلي وقد يصل الأمر إلي الفشل الكلوي.
حظر السنامكي
أما نبات السنامكي فهو من النباتات المعروفة للتخسيس حيث يؤثر علي مستقبلات الغذاء في الأمعاء الغليظة مما ينعكس علي الحركة الدودية للأمعاء مما يعجل بإخراج الفضلات وهذا يمثل خطورة علي الصحة حيث إن كثرة استخدام هذا النبات تهيج القولون تهيجات شديدة يصاحبها مغص وإسهال مزمن مما يستنزف كافة الأملاح المعدنية الموجودة في الجسم مما يحدث الجفاف بالجسم
وفي دراسة أخري أكدت أن كثيرا من الناس يتناولون أعشاب التخسيس وهي تمثل خطورة علي الصحة العامة حيث تعمل علي أنها ملينة وفي هذه الحالة تقوم بإخراج كمية كبيرة من البوتاسيوم الذي يحتاجه الجسم مما يؤثر علي القلب وقد يؤدي إلي توقف القلب والوفاة كما تقوم هذه الأعشاب بإخراج الماء من الجسم وهذا يضر بالكلي والكبد علي السواء.
نبات مفيد
وتؤكد دراسات أخري أن استخدام ورق العنب الجاف وخل التفاح يساعد علي التخلص من الشحوم الموجودة في الجسم وليس لهما أي اضرار كما ينصح أيضا بتناول الكرفس الذي يفيد من التخلص من الدهون وارتفاع نسبة الكوليسترول أما عصير الخيار أو تناول ثلاث خيارات يوميا فمما يفيد جدا في علاج السمنة وأيضا عصير المقدونس مفيد جدا لانقاص الوزن الزائد ويحضر بإحضار حزمة من المقدونس وغسلها جيدا ثم تقطيعها ووضعها في إناء به كوبان من الماء ورفعها علي النار لدرجة الغليان ثم تصفي وتقدم كعصير ساخن وينصح بعض الخبراء باستخدام عصير الجزر المركز كوسيلة فعالة لإنقاص الوزن وذلك بتناوله في أوقات متفرقة من اليوم بمعدل مرتين في اليوم ويفضل تناول عصير الجزر عند الشعور بالجوع ويحضر بغسل أربع جزرات متوسطة الحجم ثم تقطيعها دوائر وغمرها في كوبين من الماء ورفعها علي النار حتي درجة النضج وتصفيتها وتناولها مرتين يوميا.
الاستخدام العشوائي كارثة
ويحذر الدكتور علي الشامي (أستاذ العقاقير الطبية بكلية الصيدلة جامعة القاهرة) من اعتبار العطارين أطباء لوصف الأعشاب للمرضي فهم ليسوا مؤهلين لذلك كما أن قانون مزاولة مهنة الطب والصيدلة الصادر عام 1954 يمنع ذلك ولهذا لابد من تحرك السلطات الصحية المختصة تجاه هذه الأمور ومعظم الأعشاب المستخدمة في التخسيس تعمل علي إدرار البول أو الإسهال ولاشك أن كثرة ادرار البول تحدث مشاكل في الكلي كما أن زيادة ادرار البول ينقص كمية البوتاسيوم في الجسم علي حساب مادة الصوديوم الموجودة في الجسم بصورة كبيرة مما يسبب تجمع الماء في الجسم فيحدث تورم بالرجلين ويزيد من الماء تحت المادة الدهنية الموجودة تحت الجلد كما أن زيادة إدرار البول تسبب تكوين حصوات بالكلي وأيضا ارتفاع ضغط الدم.
ولهذه الأعشاب تأثيرات أخري كما يؤكد الدكتور علي الشامي حيث تحدث تأثير الملينات مما يتعب القولون ويحدث ما يسمي بالالتهاب في جيوب القولون وعند كثرة الاستخدام قد تصبغ خلايا القولون باللون البني وقد يصل الأمر للإصابة بسرطان القولون وقد يجهز بعض العطارين خلطة مكونة من 20 أو 30 نوعا من النبات بها بعض المواد الكيميائية كمادة الافدرين ومشتقاتها ومادة الكافيين ومشتقاتها مما يعمل علي رفع ضغط الدم وحدوث مشاكل صحية كثيرة كضيق في الأوعية الدموية وشرايين المخ مما يؤدي إلي نزيف بالمخ. ويضاف لهذه الخلطات أيضا مواد مشابهة للافدرين مثل مادة الانفتامين التي تعمل علي خفض الشهية للطعام وتلك المواد لها مشاكل صحية كثيرة ولقد حذرت منها منظمة الصحة العالمية لأنها تؤثر علي عضلة القلب وقد تحدث الصرع.
وينصح الدكتور علي الشامي للتخسيس بتناول كميات صغيرة من الردة والتي تعمل علي امتصاص الدهون والجولوكوز والبروتين الزائد وليس لها أي اضرار جانبية, أما اللجوء إلي التخسيس بأعشاب مجهولة المصدر وغير معلومة التركيب فهذا خطر كبير علي الصحة كما ينصح الدكتور علي الشامي باللجوء للطبيب لتنظيم عملية التخسيس وعدم اللجوء لمراكز الطب البديل المنتشرة في كل الأماكن لأن كثيرا من هذه الأماكن يديرها غير المختصين مما يضر بالصحة العامة.
وتري الدكتورة مها رداميس استشاري علاج السمنة بأن الكشف الطبي أساس للتخسيس أو العلاج من مرض السمنة ولا يجب أن نستعين بأنظمة غذائية تناسب الآخرين ونستخدمها لأنفسنا
كما أن التخسيس يتم بأنظمة غذائية معتدلة مع الرياضة المستمرة وتجنب الدهون الزائدة وتناول المخللات والحوادق التي تساعد علي تخزين الماء بالجسم كما لابد من المتابعة المستمرة عند الطبيب ومتابعة الوزن أسبوعيا للتأكد من انسجام الجسم مع النظام الغذائي.