ويلاه من وين الصبر
الصبر لغة:الحبس والكف، قال تعالى: { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَـــــــانَ أَمـــــْرُهُ فُـــــــرُطاً} (الكهف :28).
واصطلاحاً:حبس النفس عن فعل شيء أو تركه لأسباب مختلفة.تأمل هذه الآية وقف طويلا عندها وراجعها وانظر أين مواقع الحكمة فيها، قال تعالى {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْء مّنَ ٱلْخَوفْ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ ٱلاْمَوَالِ وَٱلاْنفُسِ وَٱلثَّمَرٰتِ وَبَشّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ ٱلَّذِينَ إِذَا أَصَـٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رٰجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰتٌ مّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُون } (البقرة:155-157)
الصبر يمنحنا القدرة على ضبط النفس وعلى أن نحيا في اللحظة الراهنة، وبالتالي يكون بمقدورنا أن نأخذ خيارات أفضل، إن الصبر يمنحنا الهدوء في التعامل مع أحداث الحياة، ويجعلنا أكثر قدرة على أن نحصل على ما نريد: (علاقات أفضل، عمل أكثر جودة، وإحساس أكبر بالطمأنينة والسلام)مهما طال أي شئ فن يستمر للابدتعامل مع الايام وكأن كل يوم بالنسبة لك يوم جديد
أنواع الصبر: الصبر نوعان، بدني ونفسي ولكل منهما قسمان: اختياري واضطراري. بدني اختياري: (كالصبر على التدريبات الشاقة في الكليات العسكرية). بدني اضطراري: (كالصبر على ألم المرض ). نفسي اختياري: (كمنع النفس من الغش و الكذب )). نفسي اضطراري: (كالصبر عند فقدان شخص عزيز)
معوقات الصبر :الغضب---الضغوط اليومية ----التركيز علي اكثر من شي في وقت واحد ---اليأس
فضائل الصبر في القرآن: نورد بعضاً منها:
{أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا} (القصص:54).
{أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} (البقرة:157).
{واستعينوا بالصبر والصلاة } (البقرة 45).
{والله يحب الصابرين} (آل عمران :148).
{وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم } (فصلت:35)
{إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} (سبأ:19).
{إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب } (ص:44).
المعرفة بطبيعة الحياة الدنيا: جُبلت الحياة على الكد والمشقة والعناء ،وقد عرّفنا الله بهذه الحقيقة فقال: {لقد خلقنا الإنسان في كبد}، أي في مشقة وعناء، وقال: {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه}، وبيّن جل جلاله أن الحياة الدنيا لا تدوم على حال بل يوم لك ويوم عليك{ إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله}. (آل عمران: 140)
حين لا يمكنك التحلي بالصبر في موقف ما، قم بتغيير الهيئه التي أنت عليها، بأن تقعد إذا كنت واقفاً، وتضطجع إذا كنت جالساً، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع) رواه أبو داود .
إرشادات تساعد على التحلي بالصبر:
تقدير العمل المنجز: أنظر دائماً إلى كم العمل الذي أنجزته، لا إلى كم العمل المتبقي. إن أسلوب النظر إلى نصف الكأس الممتلئ يزيد القدرة على الصبر لأن ذلك يزيد من الإحساس بالإيجابية. الرغبة في التغيير: لتكن لديك الرغبة الحقيقية في التغيير، صارح نفسك بالحقيقة عن وضعك الحالي وعن الوضع الذي تود الوصول إليه، سوف تدرك أن هناك فجوة بين الاثنين. ولتعبر هذه الفجوة تحتاج للوقت وبذل الجهد،ومن ثم تمر بمرحلة تسمى "التوتر المبدع"؛ لأنها تسمح بمولد شيء جديد من خلال توفير الطاقة اللازمة للانتقال من واقعك الحالي إلى النتيجة التي ترجوها. أعترف بواقعك ثم ضع أهدافك أمامك بصفة دائمة. البحث عن الحلول: ابحث عن حلول عملية للأشياء التي تغضبك، بدلاً من أن تتذمر وتشكو باستمرار. الصورة الإيجابية: فكر في الصورة التي تريد أن يتذكرك بها من حولك، تذكرها في الأوقات التي تواجه فيها بعض المحن في علاقاتك مع الآخرين. التشجيع على الصبر:انشر فكرة تشجيع الآخرين على الصبر، بشكر و تشجيع من يتحلى به في موقف معين.التفويض: جرب أن تقوم بعملية التفويض، اطلب من الآخرين مساعدتك على إنجاز بعض المهام المطلوبة منك، إننا نضيق ذرعاً في بعض الأوقات لأننا نكون مثقلين بالأعباء والمهام.علينا أن لا نلوم أنفسنا على الأشياء التي ليس باستطاعتنا التحكم فيها, فالصبر هو الحكمة من وراء الإصرار. عندما يكون الهدف بعيدا وصعب المنال فان الصبر هو المعين.
لابد أن نتذكر أن لكل شي (فصل وموسم) ولا بد أن نتوقف عن ممارسة الضغوط على أنفسنا واضطرارنا إلى التغيير السريع ، فالشتاء يستغرق ما يستغرقه من الوقت ،لكن ينتهي على كل حال، وكذلك الصيف، فهذه هي سنة الحياة.
محبكم : ابو حنين
|