عجيبة هذه الحياة ,كلما ازددتُ ولوجاً في أغوارها ,أخرج بنتيجة واحدة
وهي ,أنني حتى الآن لم أتعلم شيئاً من دروسها التي وإن كانت تبدو للناظر قاسية
لكنها تستخرج الإنسان من أعماقي... كان هذاماخرجتُ به؛ وأنا أكفكف دمعات حارقات يتساقطن خلسة عن أعين الناظرين كانت كل دمعة منهن... سطراً في حكاية ألم ٍصامتة يعلونحيبها في أعماق ألم.. يجرها جراً على أخاديد الزمنالمحفورة في وجنتي.الذابلتين ذبول وردة في صيفٍ حارق..أوشتاء قاتل..أو خريف راحل..لكنها لم تكن ربيعاً..أبداً.. هذا مابدا لي..تروي قصة صامتة... تزأر من الأعماق.. لتتنفس الألم عبر وهج دمعة تتكلم.. تَتَابع سيلالدموع..واجتاحني عنوة, ليطلق العنان للحزن كي يخط حروفه الجارحة على بقاي انفسٍ ضعيفة هشة..فتهاوت سقوطاً.. كم كنتأتمنى أن أضبط زمام نفسي في تلك اللحظة ..كنتُ أتصنع للقوة مثالاً..هكذا عودتُ نفسي....لكنني وللأسف فشلت هذه المرة.... ترى هل كنت محتاج لمن يشاركني الألم؟؟ أم كنت محتاج لمن يجودعلي بدرسٍ في الأخلاق الحميدة؟
أم كنت محتاج لمن يدلي بنصيحة تغلق فوهة بركان متفجرٍ بداخلي
وعجزت عن إيقافه أو حجزه...حتى لايدمر بقية باقية تنظرللكون بأمل ٍ وترقب!! آه..آآآه يانفسي.. كم أكره هذه اللحظات العنيفة المؤلمة التي تجتر شريط الذكرى المحترق كاحتراق أملٍ في بزوغ..في ليلة شاتية اشتدت ظلمتها..وعلاعويل ذئابها ونباح كلابها.. كم أشعر بالوحشةوالغربة..وتكاد تلفني بوثاق يكاد يخنقني ويزهق بقايا أمل..
قطع حبل أفكاري الرمادي شبحها الذي جلس أمامي بهدوء عمّ المكان..
فغشى نفسي المضطربة.. ..
كانت تنظرإلي وهي صامتة,تبثّ شعور السكينة في نفسي..
آآآه ..كم هومؤلم ..أنيرى غيرك ضعفك الذي تواريه..!!
كانت تحاول أن تقرأ حروفيالصامتة دون أن تؤذيني بفضول سؤال قرأتُ في عينيها كلاماًكثيراً..أعرضتْ به عن بوحٍ, لكي لاتؤذيني بجرح .. كلماتنورانية خرجت بانفراج شفاهٍ باسمة ’كالبلسم على قروح أُعملت في قلبي.. كانت كلماتها تهزني من الداخل..تنقذ بقايا قوة في نفسهشة..تجمع شتات نفس تلوذ بصمتٍ..وتحجم عن الكلام..لتجترمزيداً من ألم.. ...
أيامن كنت ترسمين الأمل في دروبنا... وتتعاهدين غرسه في أفئدتنا الحزينة
...
لاتحزني..
أيامن كنت تلونين سماءنا صفحات باسمة مضيئة..في ليالٍ تشتدحلكتها علينا..
لاتحزني.. ابتسمي ...وأشرقي...واصنعي من آلامك آمالاً لبقاء... ...
فشمسالأمل لم تغب أبداً في دواخلنا التي تؤمن بالله وتوقن بحكمته...