المباهاة والإسراف في وليمة العرس

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده وصلى الله على نبيه المصطفى وبعد :

الزواج سنة من سنن الله في الخلق جميعاً , الحيوان والنبات , والإنسان أحد مخلوقات الله في هذا الكون , له غرائزه إلا أن الله سبحانه وتعالى كرم هذا الإنسان ولم يجعله كغيره مطلق الغرائز بل وضع له نظام يلائمه ويحفظ شرفه وبصون كرامته وذلك بالزواج الشرعي , وهوم من آكد سنن المرسلين قال تعالى : " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لأيات لقوم يتفكرون " الروم 21

وقد رغب الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الزواج حيث قال : " يا معشر الشباب , من استطاع منكم الباءة فليتزوج , فإنه أغض للبصر , وأحصن للفرج , ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " متفق عليه .

والحمد لله , أن العنوسة ليست ظاهرة في هذا الوطن تشغل الكثيرين والفضل لله أولاً وآخراً , ثم للدور الذي قام به مشائخ القبائل من تحديد للمهور في المحافظات وتقييدها بمبلغ خمسون ألف لأونة الأخيرة زيادة عدد الزواجات وهي من ثمرات تلك القرارات وعامل آخر ساعد الشباب على الإقدام على الزواج وهو القرض الميسر من بنك التسليف .

لكن هناك ظاهرة خطيرة جداً , وخطرها على المجتمع كاملاً وهي ( المباهاة والإسراف في وليمة العرس ) .

والمعلوم للجميع أن وليمة العرس تجب على الزوج وتسد بشاة أو أكثر حسب اليسر والعسر , ويحرم الإسراف في الوليمة .

ولقد نما إلى علمي أن أقل كلفة لسفرة العشاء وصلت اثنان وعشرون الف ريال , وسمعت ورأيت أكبر من ذلك .

فأناشد الوجهاء والأعيان والخطباء والمشائخ بالتدخل لإيجاد حل مناسب للتخلص من هذا الإسراف الذي نخاف من عواقبه .


ولا أنسى الجانب الأخر - جانب النساء - فهن شريكات الرجال ونصف المجتمع , فنأمل من الأخوات المعلمات التطرق لهذا الموضوع في المدارس من خلال برامج التوعية وغيرها , وتوعية الطالبات بالتنازل عن كثير من الكماليات التي تثقل كاهل الشاب والرضى بمشروع الزواج الجماعي لأن الطالبات اليوم هن زوجا الغد , كذلك لا أنسى الداعيات عليهن مسئولية كبيرة في مجتمع النساء بتبصيرهن وارشادهن لما فيه مصلحة بناتهن والمجتمع بأسره .


وقد سمعت عدداً من الشباب يبحثون عن أسر لا تريد أن يقام حفل العرس في الاستراحات هرباً من تكاليف سفرة العشاء والتي تبقى تؤرقه لسنوات طويلة .

أدام الله على بلادنا امنها , ورخاءها , في ظل حكومتنا الرشيدة .

مع سعادتي بالتواصل معكم , وإبداء ملاحظاتكم واستفساركم , والسلام عليكم ورحمة الله وبركات