قصة وأهل النخل عيوا على تمر بيشة

(قصة واهل النخل عيواعلى تمربيشه) .

هذه القِصة قديمه جداً و لِما فيها من المواقف والجمال تناقلها الرواه ولم تُنسى.

كان الفارس والشيخ (( فايز بن مبارك بن عطيان الاكلبي ..من اسرة ال عطيان شيوخ شمل قبائل اكلب )) يعشق (( هيا بنت الشيخ عمير بن عبدالله بن عمير )) شيخ قبائل بني منبه شهران والذي تسمي بيشه باسمه
والده عبدالله بن عمير باسم ( بيشة ابن عمير ) .
وهذهِ القصه في الفتره
ماقبل-1290-هــ


كان الشيخ .. فايز يعشق هذه البنت لحسبها ونسبها ولجمالها وقد اراد الزواج منها ولكن ابوها رفض ليس تنقيص في حق ابن عطيان
انما بحكم البعد وامورٍ لانعلمها
وابن عطيان ما قنع كان كل فتره يرسل مراسيل واحياناً يأتي بنفسه


وفي تٍلك الفتره تقدم الشيخ (( بديع ابن محمد الفويه)) وهو من شيوخ قبائل بني واهب شهران وخطبها.
فاستشار الشيخ عمير ابنته في ان تقبل بالفويه فردت البنت بالموافقه احتراماً لأبيها الشيخ عمير.

وتفاجأ إبن عطيان بالخبر انها انخطبة للفويه وكانت صدمةٍ له
فأرسل قصيده يتوعد فيها الفويه


قال ابن عطيان
⬇
قـولـوا لطراشٍ طرش صوب مرياش
يحسب حساب الـصـفـر مـقـدم نهاره

نـجـي عـلـي خيل تراهش تـريـهـاش
ونـجـعـل على راســـه نـهـارٍ وغاره

فرد عليه .. الفويه
⬇
يامـن تـطــري غارةٍ صـوب مـريــاش
تــوك لـســود اللي تـخـدم الـنـمـــاره

وان كنت تبغا اللي جنوبه كما الشاش
فـمـحـتـجـةٍ حــج وفـــــاتـه زيــــاره

((مرياش الجزء الشمالي من جل لبد المشهور في بادية بني منبه))

وتم زواجها من الشيخٍ الفويه وانجبت منه
الفارس ((خيال الصفرا))
ناصر ابن بديع الفويه
خواله ال عمير شيوخ بني منبه

وفي يوم من الايام اراد خطيبها الاول ابن عطيان زيارتها وركب خيله من الثنية متجهاً إلى بيشة للقاء بخطيبته بغرض التعهد بها والسوالف معها بالطهاره والنقى,

وعندما اعتلى الضحى الا بالحصان
الابيض مقبل على قصر الفويه
وعرف الفويه حصان ابن عطيان
من بعيد
فخرج من قصره وقال لزوجته هذا
ابن عطيان جا قابليه وقهويه واقنعيه
انه ما عاد يمر عليك !! ثقتٍ بها
استمثلت الزوجه لكلام زوجها وقلطت الضيف وقهوته
خرج الفويه وزهم الخادم ابن سريحان وقال له خلك حولهم
واحفظ ما يدور بينهم من سوالف
فأبن عطيان شاعر وهيا بنت عمير شاعره
وإذا تقهوا لا تخليه يروح قله الفويه مجهز غداك ولا تروح
ودار بينهم الحديث وقبل ان يترك المكان قال الابيات التالية:

قال فايز بن مبارك بن عطيان
⬇
ياصاحبي عطني من الورد ريشة
عطيةٍ يسخي بها راعي المال

من شيء لايشبع ولاهوب عيشة
لكن مثلي ينفعه لو بعض حال

فردت هيا بنت عمير
⬇
ياشيخ مانرضى لكم بالغشيشة
ولا تصلح الدلة يكون عقبها فال

واهل النخل عيوا على تمر بيشة
واثنين مايقسم لهم زاد رجال



اوشك الضيف ان يغادر المكان
ودخل ابن سريحان ورحب به وبلغه ان غداه جاهز

زهم الفويه اثنين من شيوخ شهران المجاورين ليحضرون الكلام

ورجع الفويه لقصره ورحب بضيفه ابن عطيان
اذن المؤذن لصلاة الظهر وهم في المسجد للصلاه الا بالحصان الاخر مقبل وعليه الشيخ * معنز ابن مبارك ابن عطيان

اتى من الثنيه خوفا على اخيه فايز ولعلمه بالأمر كله
رحب به الفويه وفرح به فرحاً شديد ليحضر الكلام
قلطوا على غداهم وبعد الغدا
تكلم الفويه أمام الحاضرين وقال

يابن عطيان اكرمناك وتستاهل الكرامه وحنا نعرف وش اللي حداك علينا يا فايز والعلم وصلك في الابيات اللي سمعتها من معشوقتك
واليوم نبيك تصدر ولا عاد تمر بديرةٍ نحلها لا ضيفٍ ولا طرقي

فأقسم الشيخ فايز انه لايعود اليها مرة اخرى ولايدخل هذا البيت مطلقاً


وفي طريق الشيوخ ال عطيان فايز وأخيه معنز الى الثنية
قال معنز بحكم انه الاخ الاكبر ل فايز لقد غامرت بنفسك وتعرضت لكلام الناس وبدا يلومه واشتد النقاش بينهم حتى ان معنز صفع اخيه فايز على وجهه فذهب فايز غاضبً من تصرف اخيه معنز

وقال هذه الابيات الآتية:


⬇

ياعين ياللي كن في حجرهاشب
الاوعيت من لذيذ المنامي

على وليف كل ماقلت يقرب
قام يتنزح مثل ظبي العدامي

فياطحن قلبي مثل مايطحن الحب
سود الجواري يطحننه قيامي

عساك ياناقد على راعي الحب
سم اسود الديبان لاجاك ضامي

وعساك في وجه المناعير تنكب
يرميك مثل حسين شرواك رامي


وكما هو واضح في القصيدة ان فايز دعا على اخيه معنز بالموت بقتله على يد الفارس حسين بن ضاوي البقمي الذي اشتهر بفروسيته

وعند وصولهم للثنيه الا بالصايح يصيح
قالوا ان البقوم صبحوا واستاقوا ابل
ال فلان من اكلب ففزعوا اكلب ورا
ابلهم
بقيادة شيوخهم ال عطيان ..فايز ومعنز

وثارت قبائل اكلب في وجه العدى وكان حسين بن ضاوي البقمي مختبئاً فلما اقبل جيش اكلب رماهم فقُتِل الشيخ معنز( وقُبِلت دعوة فايز ) فسمي الموقع الذي قتل فيه الشيخ معنز (بجرف ابن عطيان) ومازال بنفس الاسم الى هذا اليوم


فلحِق فايز بالقوم وقتل هجود بن ضاوي (اخو حسين بن ضاوي) ثار في اخيه معنز.

وقالت البقميه زوجة هجود هذه الابيات بعد رجوعهم لتربه بدون
هجود.

⬇
ياهل الركائب وين خليتوا هجود
تكفون مارضتوا وراكم عجالا

ياكم نفعكم لاغدى الجيش بجّود
وياما حلا تركيبته بالشمالا



مرت السنين وبعد ان انجبت هيا ابنها ناصر ابن بديع (خيال الصفر)
ذهب زوجها بديع الفويه مع انسابه ال عمير شيوخ بني منبه الى مكه لأداء فريضةالحج رحمهم الله جميعا
وتوفي الشيخ بديع بن ناصر في مكه على اثر الامراض التي تصيب الحجاج واثناء العوده من الحج
عند مرور الحجيج بالثنيه بلاد اكلب استأذن احد عبيد الشيخ عمير قائلا إن له قريبٍ في الثنيه يريد زيارته وسألحق بِكم.
فقال اذهب ولا تتاخر فذهب العبد ونصى بيت فايز بن مبارك بن عطيان ودق الباب وخرج عليه عبد ابن عطيان فقال له ابغي عمك فايز فزهمه الشيخ فايز وقال عبد ابن عمير مبشر ياعم فايز وابغي البشاره فقال تسلم من انت وماهو خبرك قال انا عبد ابن عمير وجايين من مكه وابشرك ان زوج هياء بنت عمير توفي في مكه فحزِن الشيخ فايز وخطاء بالعبد واعطاه ريالين فرانسي وقال اياك مره ثانيه ان تبشر احد بموت احدٍ اخر
وذهب العبد وبعد ان اعتدت هياء عدتها تقدم لها الشيخ فايز وخطبها واعطوه اياها مالبث وان توفي فايز ابن مبارك ال عطيان رحمه الله وكانت
هياء بنت ال عمير تجي في الخريف كل سنه لتاخذ ورثها من التمر و يعزمونها ال عطيان بيتٍ بيت وهي كبيره بالسن وكانت على كبرها تتمتع بجمال فائق تاخذ معهم اسبوع او حوله وترجع لواعر
رحمهم الله وامواتنا جميعا📃.

📝

📝

المصدر✍ محمد بن دغيم المنبهي.