سأكتبك حروف لم تلدها الأبجدية بعد ..!!

	لأن أحتسي كوباً من الحليب البارد فقط .. وعائلتي حولي .. والأمن يغشى المكان .. وأنام قرير العين .. خير لي من مائدة الملوك .. ومخدع فاره .. لا قلب يخاف علي .. والآمان يبس عوده ..

	ليتنا نستطيع أن نبوتق بعض من أحلامنا الجميلة المستحيلة .. كما نبوتق النور في زجاجة .. فنحظى بلمسها لدقائق .. ونستمتع بالنظر لها ولو من خلف حجاب .. خير لنا من فقدها كلياً .. تماماً مثلما هو ينير دروبنا .. لنواصل السير.. فكذلك هي أحلامنا .. ستفتح لنا أبواب الأمل لنواصل الحياة ..

	عندما أحاول أن أوقع مواجعي وألمي في بئر النسيان .. تنتشلني منه .. يد الأحزان .. وترتفع بي ذرات مائه .. إلى سطح الحياة .. فألتحف بالصبر .. واستنشق هواء الدعاء .. حتى تمتليء رئتاي .. بالرضاء بالقدر ..

	اللهم في جوف كل ليل .. أسألك بعدد ذرات الهواء .. ورمال الصحراء .. ونقاء الماء .. أن تنزل رحمتك علي .. وتحقق مرادي .. وتنزع الضيق من صدري .. وتملأه راحة ورضا .. رباه .. كل الأبواب أغلقت .. إلا بابك .. وأعلم أن ما أنا فيه .. خير .. وإني متفائل .. وظان بك خير .. فأنت سبحانك تقول " أنا عند حسن ظن عبدي بي "

	عندما تكون بعض المواقف .. مستنقع لبعض الأوجاع الموبؤة .. أحاول رشها بمبيد اللامبالاة .. حتى لا ينتشر الوباء .. و يزيد أذاه ..

	عندما تخنقنا الهموم .. وتعتصر الاحزان أضلعنا .. حتى نسمع طقطقة تكسر أمانينا وأحلامنا .. نكثر من تلك الدعوات للرحيل من ألم الدنيا .. بعد استعمار اليأس علينا .. ولــــكن .. حين تحين ساعة الغرغرة .. نتمنى أن نعيش على ثراء الهموم وبذاخة الاوجاع .. والقليل من فتات الفرح .. على العيش بين دفتي التراب .. . . عجباً لك يابني آدم ..!!

	بعض الظروف القاسية التي مررنا بها .. قد نصب عليها لعناتنا المدوية .. ونتمنى ان تكون مادة محسوسة .. لكي نمزقها أو نحرقها .. ولــــكن ليتنا قبل فعل ذلك .. أن نقدم لها شكراً بحجم السماء .. فهي بعد الله من جعلت منا .. كاتب أو شاعر أو طبيب أو صاحب مهنة .. ألم نسمع أن كاتباً .. أنولد بعد سجنه لـ سنوات ..؟!! فلولا ذلك الظرف .. لما ألف كتباً .. فشكراً لذلك الظرف الذي أبكاني يوم .. فأنولد منه قلمي يبوح سنين..

	لأن أعيش بثوب ممزق .. يرتديه قلمي .. وحبر فقير .. يسكبه على ورقة بالية .. خير لي من أن أعيش على غنى قلم الغير .. وخير لي من لبس ثياب الكتّاب الأثرياء .. فجمالي في كينونتي .. وسعادتي في فقر قلمي .. الذي يشبعني عند جوعي .. ويكسيني عند عُري مشاعري .. ويدفئني عند برودة أحاسيسي ..

	ليتنا نعرف المنافقين .. بقشور لاصقة .. تملأ وجوههم .. فندرك خبثهم .. ونتجنبهم .. ولكنها حكمة ربانية بأن جعلها في القلوب ..

	على منعطف الحزن أعيش .. وعلى أرصفة الضيق أتوسد .. وأفترش طريق الخيبة .. وبظلام الظلم أغمد جسدي المتعب .. بالفجيعة والألم .. أما آن الآوان أن أعيش تلك الأمنيات على أرض الواقع...؟؟