قصة العبد وعمته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أقدم لكم قصة شعبية عجيبة:
كان هنالك رجل تزوج زوجة جميلة ومن قوم كرام هم أبناء عمه...فرزق من زوجته ستة أولاد وكان يعيش معهم في سعادة ورخاء وكان للزوجة والد، وأخ وعبد وكان الوالد كبير السن لايكاد يعود من غزوة إلا هم بأخرى..أما العبد فكان يرعى إبل عمه التي كلها مجاهيم... وكان العبد يحب الزوجة حبا شديدا !!!
وقد راودها عن نفسها عدة مرات فكانت تصده عن نفسها بعنف وشدة وكان العبد يترقب الفرصة السانحة ليضرب ضربته القاضية وينال منها ما يريد..
وسنحت له الفرصة ذات يوم حيث كان اخو الزوجة غازيا.. فجاء العبد إلى الزوجة وطلب منها ماكان يطلبه فصدته وأغلظت له القول.. فما كان من العبد إلا أن أخذ حربته وذهب إلى زوجها فقتله ثم ذهب إلى أبيها فأرداه قتيلا.. ثم جاء إلى المرأة وقد شهدت مصرع زوجها ووالدها.. وكرر طلبه إليها فكان موقفها هو هو لم يتغير!!
فجاء بأولادها.. وكانوا كلهم صغارا .. فطلب منها أن تجيبه إلى طلبه وإلا قتل أولادها.. فكان موقفها صارما.. وأصرت على الامتناع منه .. فقتل الإبن الأول والثاني والثالث وهي ترى!! وتصر على موقفها حتى قضى العبد على أولادها الستة...
ثم أخذ الزوجة الممتنعة عليه وأركبها أحدى الرواحل. وأخذ الإبل المجاهيم وهرب بالزوجة والأبل... وسار بها من صحراء إلى صحراء وكان يعرف جبالا عالية بعيدة عن كل أحد وبين هذه الجبال بئر مهجورة لايصل إليها أحد!!
فسار إليها وسكن بين هذه الجبال وحفر البئر حتى أخرج ماءها فصار يسرح بالإبل ويأوى إلى زوجة عمه عند هذه البئر وأدرك مقصوده من هذه المرأة عندما رأت أنه لامفر لها ولا سبيل ألى الامتناع ورزقت منه ولدا ثم رزقت منه بأخر كأنهم أفراخ الغربان!!
وكان في امكان هذه المرأة أن تتحايل عليه وتقتله. ولكنها إذا قتلته فأين تذهب وكيف تهتدي إلى الطريق ولقد جاء بها إلى مجاهل في الصحراء لايطرقها أحد ولا يهتدي إليها قاصد.
وكانوا لايرون في هذا المورد إلا غراب أسود يأتي إذا وردت الإبل فيأخذ من أوبارها ثم يطير إلى حيث لايعرفون وخاف العبد من هذا الغراب وخاف أن يدل عليه بهذه الوبر التي يأخذها من ظهور الإبل وحاول العبد قتل الغراب فلم يستطع ونصب له فخ فلم يقع وحاول بكل وسيلة أن يقضي على هذا الغراب ولكن الغراب كان حذرا واعيا وتركه العبد عاجزا عنه .
وقدم أخو المرأة الفارس من أحدى غزواته وعندما قرب من مضارب أهله أحس إحساسا خفيا بأن في الأمر كارثة وقرب حتى أشرف على الحي واستمر في سيره حتى وصل إلى الأبيات فرأى جثة والده وجثة زوج أخته وجثث الأطفال متناثرة حول البيوت وكاد يصعق من هول المنظر لولا ثباته وشجاعته ومناظر القتلى ليست غريبة عليه فطلما قتل وفتك وتماسك الفارس وعاد إليه بعض هدوئه ولم يفقد إلا الإبل المجاهيم وأخته والعبد فعلم بما لايدع مجال للشك أن هذا من فعل العبد وأن العبد قد أخذ أخته وأخذ الإبل وهرب بالجميع ولكن إلى أين هرب لايدري ولكنه علم أنه لابد أن يكون دافع الخوف والطمع سوف يسوقه إلى مكان قصي لايصل إليه أحد ومع هذا لم يفقد الفارس الأمل في العثور عليه والانتقام لما فعله وركب الفارس راحلته وصار يسير من حي إلى آخر وهو يسأل عن العبد وأخته والمجاهيم ولا أحد يعطيه أي خبر... ولم يفقد الأمل بل كان مصمما على العثور عليه.
واستمر في أسفاره من حي إلى آخر حتى وصل ذات يوم إلى أبيات في سفح جبل جبل وأناخ راحلته عندهم ليرتاح وليسأل فرحب به القوم واكرموه وسأل عن العبد فأخبروه أنه لاعلم لهم به. ونظر إلى عجوز تغزل وبرا أسود فأحس بفراسته بأن هذا الوبر وبر أبله وسأل العجوز من أين هذا الوبر فقالت أنني آخذه من تللك الشجرة من عش غراب وهو يأتي بهذا الوبر من وراء تللك الجبال وأحس الشاب بأنه أمسك طرف الخيط وأنه سيقوده إلى مبتغاه وبقي الشاب في الحي يراقب الشجرة ويترقب ذهاب الغراب ثم عودته ورأى الغراب يطير وراقبه حتى اختفى عنه من وراء الجبال فتبعه في أثره وسار في الاتجاه الذي سار به الغراب وعلا تلك الجبال ثم هبط منها ثم علا جبال أخرى ثم هبط منها وهو يتجه حيث يتجه الغراب واستمر حتى أشرف ذات يوم فرأى المورد ورأى الأبل ورأى العبد ورأى البيت وأخته تروح وتجيء واختفى الأخ تحت صخرة من الصخور وعلم أنه وصل على مايريد إليه وبقي يرسم خطة ناجحة للقضاء على هذا العبد ويعلم أن العبد قوي وهو رام ماهر لا يخطىء وهو شجاع فاتك لايهاب الموت.
فلا بد من اللجوء إلى المكيدة والخدعة ... سقى العبد أبله في الصباح الباكر ثم ذهب بها إلى المرعى وهبط الفارس ويمشي مستخفيا حتى قرب من البيت الذي تقطنه أخته وسمعها تنشد شعرا:
يطــول مانـي عمة لك صبيحـــــــه
واليـــــوم يا عبد الخطأ صرت لـــــي عم
ومن أول في السوق تشري الذبيحة
لأهــل السيــــوف اللـــي لعــــابينها دم
ماتوا بغدر العبد لافي فضيحـــــــــــــة
وراحـــــوا لـــــرب يكشـــــف الهـم والغـم
أرجيه يرحم طايح في مطيحـــــــــــه
ويشفي غليلي في أسود الخال والعم
يأخوي ذخري في الليالي الشحيحة
هـــــو بعـــــــد أبــــــــوي الأب والأخ والأم
فلما سمع أخوها هذه الأبيات فرح واطمأن إلى أنها لم تذهب مع العبد عن هوى ورغبة وأنما ذهبت بسبب الارهاب والخوف الذي تعرضت له وكان الأخ صمم على قتلها ثم قتل العبد ولكنه لما علم أنها مكرهة وأنها تعيش في وضع تأنف منه ولاترضاه قرر أن يتعاون معها على قتل العبد...
وجاء إليها يسعى وماأشد دهشتها عندما رأت أخوها وفرحتها فقبلته وعانقته ونظر الأخ حوله فرأى أمامه ولدين لأخته كل واحد منهما كأنه قطعة من الليل وسألها عن قصتها مع العبد فأخبرته ولكنها حذرته من قوة العبد وشجاعته وأخبرته أن أفضل وقت لقتله فيه ليلا عندما يأتي بالأبل وينشغل بحلبها واقتله إذا جاء يحلب الناقة الفلانية فأنه لايحلبها إلا إذا ربطها ثم دخل تحتها وهي فرصتك الوحيدة فاختفى الأخ خلف الصخور وبالفعل حصل ماقالت الزوجة فعندما عقل الناقة الصعبة المراس ودخل تحتها قرب منه ثم أطلق عليه سهما فلم يصب منه مقتلا إلا أنه بتر ساقه وبهذا بقي حيا لكنه لايستطيع الحراك.
فالتفت العبد ورأى الفارس وعلم ان الغراب اللعين دل عليه ولم آراد الفارس قتله طلب منه مهلة ليقول كلمته الأخيره وقال قصيده:
حبلت لغراب البين من عام الأول
وعيـــا غـراب الـبين ياطـا الكفـايـف
وبغيت اصيده بالتفق وانتبه لي
وطـــار بوبرها في شبــوره لفايــف
واليوم أنا حصلت ما كنت أريـده
لاجـــيء ما بيـن الأضـلاع خا يــف
وافعـل بعبدك بعــد ذا مــا تودي
ودنيــاي بعـده مــاعليها حسايــف
يــوم عـلـى الأضـــدادنـا لـضيـــه
ويوم علـى الاخــوان هم والعرايف
وبعد أن أنهى العبد قصيدته قام الفارس بقتل أولاده واحدا واحدا أمام أبيهم وهو يرى ويتألم ولكن لاحيلة له.. وتللك سنة سنها العبد بنفسه وهي معاملة بالمثل!1( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولإن صبرتم لهو خير للصابرين) وحقا لاينفع حذر مع قدر وارسل الله هذا الغراب ليكون دليلا على المجرم
ولنا لقاء في قصص شعبية أخرى والله التعب
أنا السّعودي
أنا السّعودي رايتي رمز الإسلام وأنا العرب واصل العروبة بلادي وأنا سليل المجد من بدأ الأيام الناس تشهد لي ويشهد جهادي دستوري القرآن قانون ونظام وسنة نبي الله لنا خير هادي امشي على الدّنيا وأنا رافع الهام وافخر على العالم وأنا اجْني حصادي إذا تأخّر بعضهم رحت قدّام وإذا توارى خايفٍ قمت بادي إن جيت ساحات الوغَى صرت قدّام وان صرت بلْحالي فلانيب عادَي واظهر على غيري إذا صرت بزْحام عقيد قومٍ بالطّبيعة ريادي
|